إن هناك قاعدة غير مكتوبة تقول:" العالم يفوز به الأقوي!"، وأن "البقاء للأصلح"..في بداية حياتنا وحين يتقدم بنا العمر نحتاج لمساعدة وعاطفة من حولنا. لكن للأسف فإننا بين تلك المرحلتين وحين نشعر بالقوة والاستقلال فإننا لا نشعر بقيمة العاطفة والمشاعر. فإذا كانت حياتك تبدأ وتنتهي بمشاعر من حولك أفلا يجدر بك أنت أن تظهر مشاعرك وعواطفك ومحبتك للآخرين مادمت قادرا علي ذلك..؟ "هذه كانت كلمات الدلاي لاما. والحق أنني دائما ما أستغرب فخر البعض باستقلالهم العاطفي، في حين أن الواقع هو أنه لا أحد يملك أن يستقل عاطفيا عن الآخرين، لكنه الخجل من إظهار ذلك، لذا نفضل أن نتألم ونبكي وحدنا في الخفاء، وحين يطلب منا أحد الدعم العاطفي نزعم أنه ضعيف ولا يستطيع التحكم في مشاعره.إن هناك قاعدة غير مكتوبة تقول:" العالم يفوز به الأقوي!"، وأن "البقاء للأصلح".ولو كان الأمر كذلك لما تمكن البشر من البقاء، لأنهم من سلالة تحتاج الرعاية طوال الوقت، والعلماء يقولون أن الإنسان يحتاج تسع سنوات ليكون معتمدا علي نفسه تماما في حين يستغرق الأمر ستة أشهر في الزرافات وخمس دقائق في حالة النحل.نحن في هذا العالم دائما نعتمد- وسنظل نعتمد - علي الآخرين..وأنا شخصيا أعترف بذلك.أنا أعتمد علي زوجتي، وأصدقائي ودور النشر التي أتعامل معها. بل إنني أعتمد علي أعدائي، الذين يساعدوني علي شحذ مهاراتي طول الوقت.بالطبع يزيد الأمر عن حده أحيانا، وقد يشتاق المرء للحظات الوحدة وإعتكاف التأمل، لكن ليس من المفيد الركون للوحدة بحال.إن الإستقلال العاطفي لا يقود إلي أي خير، بل يقود فقط للاحتماء بقلعة لا تفيد سوي من يظن أنه بذلك سوف يدهش الآخرين من قدرته علي الاستغناء عنهم. أما الاعتماد العاطفي المتبادل فهو أشبه بصواريخ الاحتفالات التي تضيء ليالينا بألوانها البراقة المبهجة. ولا شك أن إنشاء أية علاقة مسألة صعبة، مثلما استيقاد النار من الحطب، فهي مسألة قد تسبب بعض الدخان وتؤدي لتساقط بعض الدموع، لكن حين تشتعل النار فإن الدخان يختفي ويعلو اللهب لينشر النور والدفء ، وقد تنذر بعض ألسنة النار بحريق فنسارع باحتواءها لكن هذا هو مصدر المتعة والمغامرة في الحياة، أليس كذلك؟لقد بدأت المقال باقتباس كلمات الدلاي لاما الحاصل علي جائزة نوبل، وسأختمها باقتباس لفائز آخر بنفس الجائزة هو البروفسور ألبرت شفايتسر الفيزيائي والمبشر الذي حاز الجائزة عام 1952. "..كلنا نعلم أن هناك مرض في أفريقيا اسمه مرض النوم، وما نحتاج لمعرفته هو أن هناك نوع آخر منه يصيب الروح وهو أخطر لأنه يقتلها بدون أن نلحظ ذلك، فإذا شعرت بخمول الهمة وفقدان الحماسة للتواصل مع الآخرين والعزوف عن الحياة فكن علي حذر.. فهذه أول الأعراض.والطريقة الوحيدة للوقاية من هذا المرض هو أن تدرك أن الروح تعاني حين نجبرها علي الحياة التافهة، لأن الروح الانسانية تحتاج العلاقات الجميلة..والعميقة." من رواية مكتوب
Inscription à :
Publier les commentaires (Atom)
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire