بعض الناس هم أعداء أنفسهم..لا يدركون طعم السعادة إلا حين يصبحون علي وشك فقد ما يملكون من مقوماتها..حينها يدركون قيمتها ويحمدون الله
صداقةالثعابين
وصلتني من "مورالي"-أحد قرائي من الهند- هذه القصة:يحكي أن فتاة قررت ذات يوم الذهاب لزيارة جدتها في منطقة جبلية.كان المطر غزيرا ورياح باردة تهب علي المنطقة،والسماء تبرق وترعد.كادت الفتاة تصل إلي غايتها حين شعرت بشيء يلمس قدمها، وحين نظرت وجدته ثعبان."أنا أموت..الجو بارد جدا علي هذه الجبال ولا يوجد طعام فأنقذيني، خذيني معك في جيب معطفك كي أحيا وسأكون صديقك الوفي." ورغم العاصفة فقد توقفت الفتاة، وتأملت في الثعبان وأخذت تفكر، أعجبها لونه الذي يختلط فيه الأخضر باللمعة الذهبية بشكل لم تر أجمل منه في حياتها،وفكرت كيف ستحسدها صديقاتها حين يرين معها هذا الثعبان الذي سيحميها من أي خطر. بعد فترة صمت قالت أخيرا:" لا بأس..سأنقذك لأن كل كائن حي يستحق الرعاية والعطف."وهكذا أصبح الثعبان صديقا للفتاة، واستغلته في تخويف من يتخذ موقفا عدوانيا منها في المدرسة، وآنس وحشتها في أيام الوحدة.وذات مساء وهي غارقة في أداء واجباتها المدرسية شعرت بألم شديد في قدمها وحين نظرت لأسفل اكتشفت أن الثعبان قد عضها.صرخت الفتاة:"لكنك ثعبان سام وعضتك قاتلة!"لم يرد الثعبان."سأموت..كيف جرؤت أن تفعل ذلك..ألم أنقذ حياتك!؟"أجابها الثعبان:"في هذا اليوم الذي انحنيت فيه لتأخذيني من علي الأرض كنت تعلمين ذلك..أنني ثعبان..أليس كذلك؟"وانسل بعيدا عنها؟
العدو الداخلي
شاهد السيد نصر الدين ذات يوم رجلا جالسا في حالة من الحزن علي جانب الطريق ."ماذا أصابك! " سأله السيد.رد الرجل في أسي:"لا شيء جديد أو مهم في حياتي. عندي من المال ما يكفيني فلا أحتاج إلي العمل، وقد سافرت كي أجد شيئا مثيرا في الحياة وما يقوله من أقابلهم من أخباروأحاديث لا يزيدنا إلا مللا.ورغم كل ما فعلت في البحث عن معني للحاية فإنني لم أجد السلام الذي أفتش عنه، وصرت عدو نفسي."في هذه اللحظة خطف السيد نصر الله حقيبة الرجل وجري بعيدا، ونظرا لخبرته يالمكان فقد اتخذ سبيله بين التلال والحقول حتي ابتعد عن الرجل تماما.حين وصل لهذه النقطة وضع حقيبة الرجل علي الطريق الذي لا شك سيعبره، واختبأ خلف شجرة. بعد نصف ساعة ظهر الرجل وما أن وقعت عينه علي الحقيبة حتي هرول إليها فرحا و سارع بالنظر بداخلها فلما تبين له أن كل محتوياتها في مكانها رفع بصره للسماء وشكر الله علي أن ردها له.وقف السيد نصر الدين مبتسما وقال:"" بعض الناس هم أعداء أنفسهم..لا يدركون طعم السعادة إلا حين يصبحون علي وشك فقد ما يملكون من مقوماتها..حينها يدركون قيمتها ويحمدون الله."
Inscription à :
Publier les commentaires (Atom)
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire